مدخل
هذه الرسالة وصلتني منها تقول فيها :
غبت لا لأني وددت ذلك،
بل لظروف تدركها جيدا
حتى انك لم تتكبد عناء السؤال عني !
أما تود قوله الآن أني بت لا أعنيك ؟
وغيابي وحضوري سيان ؟
فقط قل لي أيريحك بعدي ؟
رسالة إلى تائهة
إغسلي عينيكِ وغادري حياتي
وانتبهي للطريق
فلربما تجدين خياناتكِ المتكررة على الرصيف
أو ربما تجدين وجه – هو – في الحانات والمقاهي
خبئي كلماتكِ
واهربي
تلاشي
فالشمس ستحرق أطرافكِ
وحروفكِ
وكل الذكريات
فما عدت أنا شاعركِ الأبله
وما عدت أنا حبيبكِ المأفون
أخرجي من صوتكِ صوتي
واطردي من عقلكِ فكري
واتركيني أحيا بسلام
ربمَّا لن تجدي
بعدَ مرِّ السنينِ وحنظلها المتطوِّرِ لا حلوَ قولٍ بفيكِ
لغرَّاءَ فرعاءَ مصقولةِ الجسمِ كاللازوردْ
ربمَّا بعدَ كلِّ انكساراتكِ العاطفيّة لنْ تتحدَّي أحداً
ربمَّا لن تجدي
لا دموعاً لتذرفيها في الطريقِ الى وهمِ الغد
ربمّا بعدَ خمس قصائدَ أخرى
وسبعِ رجالٍ وحُبٍّ عنيفٍ
ستتركي روحكِ ترعى المزاميرَ والقصص
تستلّيها من صباحِ الأحدْ
ربمّا لن تقبلّيَ وجنتي
لأكثرَ من ساعتينِ مطوَّقتينِ
بطوقِ الحمامة
نائمتينِ بحضنِ الأبدْ
ربمّا في فضاءِ خطاها
تحثُّين الرؤى اليانعاتِ
تحلّينُ عُراها
لتفلت هتافات ألمي في أعالي النداءِ
وتمسحين خدَّ المساءِ الشهيِّ البهيِّ
أنتِ لن تجعلي الشوكَ ورداً نبيلِ الشذى
في الطريقِ إلى ناري
لن يصيرَ الحريرُ
المنعمُّ مشنقةً من مسَدْ
ربمّا بعدَ غدْ
ربمّا بعدَ غدْ
للخسارةِ وجهانِ فيكِ
خفيُّ أناكِ وظاهركِ الآخرُ
للخسارةِ وجهانِ يلتقيانِ
لظبيٍ يعانقهُ طائرُ
وقلبٌ وحيدٌ لذئبةِ هذي الحياةِ
التي أوغلتْ في الجنونْ
فهل بعدُ من حكمةٍ أن تكوني
وأن لا تكوني
أنتِ
برقٌ خبا في ظلالِ العيون
أنتِ
لا شيءَ
لا شيء
يا أيَّها المبُتلاة بشعاعِ الغدر
والمبُتلاة بنصاعةِ أشعارها التي تفتك القلوب
في زمانِ الرَمَدْ
هل ستمارسُ شهوتها الروحُ بعدَ انطفاءِ الجسَدْ ؟
فقط غادريني وعودي من حيث أتيتِ
فلا أحدٌ هنا
لا أحد